الجمعة، 28 يناير 2011

اسجنوا المطر ..!


اتقوا غضبة الصابرين،لقد أخذتم ذكرياته القديمة مع الأرض ،ها هو يعود لعناق أرضه والسير في طرقاته التي منعتموه من السير فيها ،وأجبرتموه على السير كما تشاؤون ،لم يصمت ،لن تستطيعوا لي عنقه ،هاهو الجميل يسيل ويسيل ،لقد كشف كل الفاسدين .
المطر لا يعرف الكذب ،لا يعرف النفاق ،المطر يغسل كل الأصباغ ليكشف الوجه الحقيقي دون زيف أو خداع ،
لن تعترفوا بتقصيركم ،والتقصير سمة بشرية ،بشرط ألا تعاد وألا تكون مقصودة ،لكنكم تتهمون المطر ،تتهمونه بالمفاجأة ،لأنكم تبحثون عن الفساد الذي يرتب الفساد،تبحثون عن الفساد الذي يرتب أوراقكم ويواري سوءاتكم ،والمطر ليس فاسدا ،وليس منافقا ،تتهمونه بأنه جاء أكثر من منسوبه المعتاد ،وأنتم تريدون أن تفصلوا الأرض والسماء بالقدر الذي يبقيكم في أماكنكم ،فما دمتم بخير ،فالجميع يجب أن يقول نحن بخير ،ولكن المطر لم يصمت كما صمت غيره ،لقد صبر وصبر وها هو ينحدر من أعلى صهوات الغضب ،ليطيح بكم ويكشف زيفكم ،ليظهر عوراتكم أمام الشعوب .
يا خادم الحرمين : نحن نحتاج لأكثر من مسؤول بصدق المطر ،بصراحة المطر ،وببياض يد المطر،لأن المطر هو المسؤول الذي لا يحابي ،لأن المطر المسؤول الذي لن يخفي عليك مآسي وطنك وشعبك وما فعله مسؤولوك .
يا خادم الحرمين : ليست جده وحدها ضحية صدق المطر ،وكذب المسؤولين ،هناك أكثر من جدة ،الفساد يا سيدي ليس في البنى التحتية لكنه في البنى الأخلاقية ،نعم سيدي ..!
يا خادم الحرمين ،صدق المطر ولا تصدق التقارير ،لأن المطر لا يكذب لقد كتب تقريره بكل اللغات .
يا خادم الحرمين : هناك أشياء وأشياء ،سأقولها لك لا حقا ،لأني أتمنى أن أكون وطنيا كالمطر ..!
الآن يريدون أن يسجنوا المطر على صدقه ،يريدون أن ينفوا المطر لأنه ليس وطنيا ،ولكن كيف يسجنونه وإلى أين ينفونه؟!

سالم الرويس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق