اشكركم لاهتمامكم وزيارتي
روى الدكتور معروف الدواليبي يرحمه الله هذا اللقاء الهام بين الجنرال شارل ديجول والملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه اللهقبيل حرب حزيران.حيث جلسا مع رئيس وزرائه السيد جورج بومبيدووبدأ الاجتماع بين الرجلين فيصل وديجول ومترجم: قال ديجول : يتحدث الناس أنكم ياجلالة الملك تريدون أن تقذفوا بإسرائيل إلى البحروإسرائيل هذه أصبحت أمراً واقعاً ولايقبل أحد في العالم رفع هذا الأمر الواقع ..أجاب الملك فيصل : يافخامة الرئيس أنا أستغرب كلامك هذا إن هتلر احتل باريس وأصبح احتلاله أمراً واقعاً وكل فرنسا استسلمت إلا ( أنت ) انسحبت مع الجيش الانجليزي وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبت عليه فلا أنت رضخت للأمر الواقع ، ولا شعبك رضخ فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع والويل يافخامة الرئيس للضعيف إذا احتله القويوراح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديجولأن الاحتلال إذا أصبح واقعاً فقد أصبح مشروعاً ....دهـش ديجول من سرعة البديهة والخلاصة المركزة بهذا الشكل فغير لهجته وقال :يا جلالة الملك يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصليوجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك ...أجاب الملك فيصل : فخامة الرئيس أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك وأنت بلاشك تقرأ الكتاب المقدسأما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر !!؟ غـزاة فاتحيـن ....حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال فكيف تقول أن فلسطين بلدهم ، وهي للكنعانيين العرب ، واليهود مستعمرون وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة فلماذا لاتعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط !!؟أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود ، ولانصلحها لمصلحة روما !!؟ ونحن العرب أمضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها .....قال ديجول : ولكنهم يقولون أن أباهم ولد فيها !!!... أجاب الفيصل : غريب !!! عندك الآن مئة وخمسون سفارة في باريس وأكثر السفراء يلد لهم أطفال في باريس فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق الولادة في باريس !! فمسكينة باريس !! لا أدري لمن ســـتكون !!؟سكت ديجول ، وضرب الجرس مستدعياً ( بومبيدو )وكان جالساً مع الأمير سلطان ورشاد فرعون في الخارج وقال ديجول : الآن فهمت القضية الفلسطينية أوقفوا السـلاح المصدر لإسرائيل ...وكانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليست أمريكية ...يقول الدواليبي :واستقبلنا الملك فيصل في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة وفي صباح اليوم التالي ونحن في الظهران استدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الأمريكيةوكنت حاضراً ( الكلام للدواليبي ) وقال له : إن أي نقطة بترول تذهب إلى إسرائيلستجعلني أقطع البترول عنكمولما علم بعد ذلك أن أمريكا أرسلت مساعدة لإسرائيل قطع عنها البترول وقامت المظاهرات في أمريكاووقف الناس مصطفين أمام محطات الوقودوهتف المتظاهرون : نريد البترول ولا نريد إسرائيل وهكذا استطاع هذا الرجل ( الملكـ فيصل يرحمه الله ) بنتيجة حديثه مع ديجول وبموقفه البطولي في قطع النفط أن يقلب الموازين كلها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق