الأحد، 15 مايو 2011

ما هي الكراكيب بالضبط؟

 

المصدر: مقتطفات من كتاب: عبودية الكراكيب/ ترجمة: مروة هاشم/ المؤلفة: كارين كينج ستون/ دار شرقيات للنشر.

يُعَرّف قاموس أكسفورد الإنجليزي كلمة كراكيب "Clutter"، بأنها مجموعة من الأشياء المزدحمة وغير مرتبة، ولكنه يصف الكراكيب من الناحية المادية فقط. ولكن في تعريفات أخرى للكراكيب، فهناك أربع أنواع من الكراكيب:
•    أشياء لا تستخدمها ولا تحبها.
•    أشياء غير مرتبة أو في حالة فوضى.
•    أشياء كثيرة في مساحة صغيرة.
•    أي شئ غير مكتمل.
دعنا نلقى نظرة على كل نوع من هذه الأنواع الأربعة، لكي نستطيع تحديد النوع الذي تعانى منه.. وعليك أن تُرَكز طاقتك في التخلص منه.

1- أشياء لا تستخدمها ولا تحبها:

تتكون حول الأشياء التي تحبها وتستخدمها وتُقَدّرها، طاقات قوية ممتعة نابضة بالحياة، تسمح للطاقة الموجودة في الفراغ بأن تتدفق خلال تلك الأشياء وحولها.
وإذا كان لديك رؤية واضحة في حياتك، وكنت مُحاطاً بالأشياء التي تتمتع طاقاتها بذلك التدفق الحر الرائع؛ فإنك بالتالي سوف تتمتع بحياة سعيدة ممتعة ومتدفقة.
وبالعكس فإن الأشياء المهملة وغير المرغوبة وغير المحبوبة وغير المستعملة سوف تسبب في إبطاء وركود الطاقة في منزلك، وسوف يتولد لديك الشعور بأن حياتك لا تتحرك.
هناك جدائل متينة من الطاقة تربطك بكل شئ تمتلكه؛ فعندما يمتلئ منزلك بأشياء تحبها وتستخدمها على الوجه الأمثل، تصبح هذه الأشياء مصدراً رائعاً للدعم والازدهار بالنسبة إليك. وعكس ذلك فإن الكراكيب تتسبب في تراكم الطاقة الموجودة لديك. وكلما احتفظت بها كلما زاد تأثيرها عليك. وعندما تتخلص من كل الأشياء التي ليس لها معنى حقيقي أو مهم في حياتك، سوف ينتعش جسدك وعقلك وروحك.

2- أشياء غير مرتبة أو في حالة فوضى:

هذا النوع من الكراكيب يتوافر بكثرة لدى الأشخاص الفوضويين، وحتى إذا احتفظ فقط بالأشياء التي تستخدمها وتحبها؛ فإن المكان يصبح مزدحماً بالكثير من الكراكيب، التى تنتشر في أرجاء المكان  بلا ترتيب. ويصبح من العسير إيجاد ما تحتاج إليه. ومن المحتمل أن تدافع عن هذه الحالة مثل أغلب الأشخاص الفوضويين، قائلا: أن هناك تنظيماً أو ترتيباً داخل تلك الأشياء المختلطة. والأدهى من ذلك أنك تحتاج لأن تضع الأشياء في مكان مفتوح، لكي تتذكر الأشياء المهمة التي ينبغي عليك عملها. لكن الحقيقة أنه إذا وضعك أحد في اختبار، وسألك عن مكان شئ ما؛ فإن أقصى ما يمكن أن تعرفه عن ذلك المكان هو تحديد اتجاه المكان الذي يوجد به ذلك الشئ بصفة عامة، ونادراً ما تستطيع تحديد مكانه بالضبط.
إن حياة الأشخاص تسير بصورة جيدة عندما يعرفون أين توجد الأشياء. فعلى سبيل المثال: فكر في سريرك... إن اتصال الطاقة بينك وبينه مباشر وواضح، فإذا لم تكن من النوع الهمجي، فإنك تعلم أين يقع سريرك بالضبط، ويمكنك الوصول إليه دون أي احتمال للخطأ. والآن فكر في مفاتيح منزلك؛ هل تعلم بالضبط أين تضعها أو أنك عندما تحتاج إليها تقضى الكثير من الوقت في البحث عنها. وماذا عن الخطاب الذي يجب أن تقوم بالرد عليه؟ أين هو؟ عندما تتبعثر وتتكوم الأشياء الخاصة بك، وفي حالة من الفوضى، فإن الجدائل التي ترتبط بينك وهذه الأشياء تصبح معقدة كالمكرونة الأسباجيتي. وهذا من شأنه أن يخلق ضغطاً واضطراباً في حياتك عكس الهدوء والوضوح المتولدين في حالة معرفتك لأماكن الأشياء التي تستخدمها في حياتك.
وهذا النوع من الكراكيب ينقسم إلى نوعين: إما أن تكون تلك الكراكيب أو الأشياء ليس لها مكان خاص بها. أو أن لديها مكان ولكن تم إخراجها منه لتختلط بالأشياء الأخرى. والكثير من هذه الأشياء تبدو كأنها هي التي تفرض نفسها على حياتك، ولا تأتي نتيجة قرار واعٍ منك باقتنائها. وتتضمن هذه الأشياء: البريد أو الرسائل التي تصل إلى صندوق البريد الخاص بك، وينتهي بها المطاف إلى أن تضع نفسها في ركن بمنزلك.. وأوراق قليلة أخرى تأتى إليك من حيث لا تعلم تتراكم كل محاولاتك فوق بعضها، لتصبح في النهاية مثل التلال وكأنها ترفض كل المحاولات لترتيبها وتصنيفها. ثم هناك الأشياء التي تنتج عن الموجلت الشرائية، فإنك تشترى أشياء كثيرة وتحضرها إلى منزلك ثم تقول لنفسك " سوف أضعها هنا الآن، ثم أقوم بعد ذلك بإيجاد المكان المناسب لها ". والذي يحدث في واقع الأمر أنك تتركها حيث هي، وقد تظل في مكانها هذا لشهور أو أعوام حتى عشرات الأعوام.. وهي في الواقع تؤرقك دائماً كلما نظرت إليها.
والآن إنني لا أدعو إلى المغالاة في تنظيم الأشياء.. ذلك أن المنظم أكثر من اللازم تكون طاقته عميقة، ويمكن أن يسبب مشاكل بالمقدار ذاته الذي يتسبب فيه المكان الملئ بالفوضى. ولكن منزلك عبارة عن انعكاس لما يحدث داخل نفسك، فإذا كنت تعيش في فوضى خارجية فهناك نوع من أنواع الفوضى التي تشعر بها بداخلك. ذلك أنك عندما تقوم بتصنيف الأشياء الموجودة في عالمك الخارجي، فإن ذلك ينعكس على عالمك الداخلي الذي يحدث له الشئ نفسه.

3- أشياء كثيرة في مساحة صغيرة:

وأحياناً تكون المشكلة ببساطة هي المساحة. فقد تكون حياتك أو عائلتك قد توسعت. ولكن منزلك لا يزال بنفس الحجم، أو أنه لم يكن رحباً بالقدر الكافي من البداية. قد تحاول أن تبدع وحدات تخزين الأشياء، ولكنك كلما استنفدت مساحة الفراغ الموجودة لديك، كلما انحسرت المساحة التي يمكن أن تتحرك فيها الطاقة، ويصعب من الصعب عليك إنجاز أي شئ. ففي هذا النوع من الكراكيب التي تأخذ مساحة شاسعة من الطاقة، سوف تشعر أن منزلك أصبح ضيقاً حتى لأن  تأخذ فيه نفس عميقاً. وسوف يصبح فيه تنفسك فيه أضيق وأبطأ، وسوف تشعر بالضيق وكأنك مقيد في حياتك ولا تستطيع تحقيق كل ما تريد.
إن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو أن تنتقل من هذا المنزل الضيق إلى مكان آخر أكبر في المساحة، أو أن تنتقل بعضاً من أشيائك خارج المكان، وسوف تندهش من الشعور الطيب الذي سوف يتولد داخلك إذا فعلت أيا من الشيئين.

4- أي شئ غير مكتمل:

هذا النوع من الكراكيب يصعب ملاحظته، ويكون من السهل جداً تجاهله، خلاف الأنواع الأخرى منها، ولكن لهذا النوع تأثير أعمق. إن أي شئ في عالمك المادي والعقلي والعاطفي والروحاني يتراكم داخل نفسك.
وتعكس الأشياء التي لا تتعامل معها في منزلك الموضوعات التي لا تتعامل معها في حياتك، وتمثل عبئاً مستمراً بالنسبة لطاقتك. فهناك الكثير من الأعمال الصغير التي تحتاج إلى إجرائها. فعلى سبيل المثال: إصلاح بعض الأشياء التالفة بمنزلك مثل؛ إصلاح الأبواب وإصلاح التالف من الأثاث وإعادة طلاء المنزل وغيرها من الأشياء. فكلما ازدادت مثل هذه الأشياء، كلما زاد تأثيرها على قدرتك على مواصلة حياتك بصورة ناجحة.
وتُعتبر مثل هذه الأشياء الصغيرة غير المكتملة عائقاً يعرقل طاقتك ويقف في طريق استمتاعك بحياتك، وسوف تندهش من مقدار الانتعاش والحيوية التي تشعر بها، عندما تنتهي من إنجاز تلك الأشياء غير المكتملة.


عالم رائق الصغير
تابعني على المدونه

aih0000.blogspot.com 
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق